ابن تيمية هو الإمام أحمد تقي الدين ابن تيمية، من علماء الإسلام العظام، وعباقرته الأفذاذ، كان رائداً في الفقه الحنبلي، وبذل في حياته الكثير خدمة للدعوة الإسلاميّة والفقه الإسلامي، وامتحن وسجن بسبب نكاية الحسّاد به وغيرتهم من عبقريّته، وإن كان من المحسوبين على المذهب الحنبلي في الفقه، إلا أنّ لابن تيمية بصمات العالم المجتهد التي تميّز بها عن غيره في المذهب، فله في ذلك مميزات وخصائص تميّزه عن غيره، وألف العديد من الكتب الإسلاميّة في الفقه والعقيدة.
أشهر مواقف ابن تيمية موقفه من علم الكلاموقف ابن تيمية موقفاً إيجابيّاً معتدلاً تمثّل في قبوله ما يوافق منه الكتاب والسنة، ورفض ما يخالفهما، فكان موقفه في ذلك موقفاً نقديّاً متفحصاً، فلا يقبل منه بالمطلق،ولم يرفض بالمطلق كذلك.
موقفه من الفلسفةوقف ابن تيمية موقفاً نقديّاً متفحصاً من الفلسفة، حيث قبل ما اقتنع بقبوله، ورفض ما خلاف ذلك، ومعياره في ذلك موافقته للأصول والمبادئ العامّة للإسلام والعقيدة الإسلاميّة الصحيحة، فمثلاً رفض الفلسفة المتعلقة بالإلهيات، لمخالفتها أصول العقيدة الإسلاميّة ونظرتها للخالق عزّ وجل، وقبل منها ما يتعلّق بالطبيعيّات، مع عدم ربطه بالفلسفة اليونانيّة وتصورها للإلهيات، ورأى وجوب الأخذ بالفلسفة المتعلّقة بالرياضيّات، أمّا موقفه من الفلاسفة الإسلاميين فجعل معيار القبول والرفض مدى موافقتهم للكتاب والسنّة أو مخالفتهم لها.
موقفه من التصّوفتمثل موقف ابن تيمية بالرفض المطلق لفكرة التصوّف ومناهج المتصوفين، حيث اعتبرهم كفرة ومبتدعين، مع عدم تمييزه بين أصنافهم، وتطوّر موقفه منهم فيما بعد، وثبت من تراثه الفقهي والفكري أنّه وقف موقفاً نقديّاً متفحصاً منهم، تماماً كموقفه من علم الكلام والفلسفة، حيث جعل معيار موافقة الكتاب والسنّة هو الأساس في الحكم عليهم، فميّز بذلك بين متصوفة ومتصوّفة.
موقفه من التشيعبالنسبة إلى موقف ابن تيمية من الشيعة والتشيّع فنقل عنه موقفان أيضاً، الأول: التكفير المطلق لهم بغض النظر عن فرقهم، الثاني موقف نقدي وتحليلي يميز بينهم بحسب اجتهاداتهم واعتقاداتهم، فحكم عليهم بأنّهم مبتدعة وضالون، ولكن في ذات الوقت لم يقل بتكفيرهم، وكان رأيه أنّ دخول الكافر في الإسلام على مذهب الرافضة لو لم يتح له سوى ذلك خير من بقائه على ملة الكفر، إضافة إلى وصفه لهم بالانحراف والغلو في الدين، والجهل، والطعن في المسلمين، والتآمر عليهم، والعداء لهم، وكذلك ميّز بين طوائف الشيعة بحسب قربها وبعدها من الفهم الصحيح لما عليه أهل السنّة والجماعة.
فرّق ابن تيمية في الحكم بين عوام الشيعة وقادتهم وعلمائهم، فعوام الشيعة ينفع معهم التعليل بالجهل، فلم يقل بتكفيرهم، وأنكر على من يُفضل اليهود والنصارى على الرافضة، بل صرّح بصحة صلاة أهل السنّة خلف الإمام الرافضي (الشيعي).
موقفه من بعض الأحكام الفقهيّةقال ابن تيمية ببدعية الاحتفال بالمولد النبوي، وميّز في ذلك بين حكم العمل كعمل أي حكم الاحتفال، وبين حكم من يقوم به، فلم يقل بتكفير من يقوم بهذا النوع من الاحتفالات، بل قبل العذر بالجهل في ذلك، وحمل الأمر على حسن نيّة من يقوم بهذا العمل، وهو محبته للرسول صلى الله عليه وسلّم، وكذلك قال بكراهة زخرفة المصاحف والمساجد، لاعتقاده أنّ في ذلك إنفاق الكثير من الأموال في غير محلها.
موقفه من القتال والخروج المسلح على الحاكم المسلمقال ابن تيمية بحرمة قتل المدنيين وغير المحاربين في الإسلام، والأطفال والنساء والشيوخ، وكذلك قال بحرمة التغيير السياسي لنظام الحكم بالقوة المسلحة؛ كالانقلابات العسكريّة
أبرز كتب ومؤلفات ابن تيميةإزاء هؤلاء العلماء الأجلاء الذين حفظوا لنا تراثنا الديني والفكري، يتوجب علينا الاهتمام بتراثهم قراءة ودراسة وبحثاً ، فنعرف بهم في مؤسساتنا الإعلاميّة المختلفة، ولطلابنا في مراحل الدراسة المختلفة ، فالعلماء والمفكرين المسلمين، هم بحق من ساهموا في حفظ تراثنا الإسلامي العظيم على مر العصور وصولاً إلى يومنا هذا.
المقالات المتعلقة بما هو مذهب ابن تيمية